لاتهتم بالحب ، ولكن .. احرص على الاحترام !


يبقى الاحترام أولى ، وأعلى ، وأغلى من الحب على أهميته !
الاحترام تدبّرُ وتدبيرٌ عقلي ، والحب تأثّرُ وتأثيرٌ عاطفي!
فالاحترام - إذن - موضوعية ، بينما الحب هوى !
فاحرص على أن يحترمك الموضوعيون ، لا أن يحبك أصحاب الأهواء !
لأن ( الموضوعية ) أبقى ، وأرقى ، وأنقى من (الهوى) ! فالموضوعية منهج ، وليس للأهواء منهج !
نعم قد يمكنك بالأدوات ( الدنيا ) - من الذكاء الاجتماعي - كالهروب من المواجهة ، أو مسايرة القوي ، أوالصمت عن حق تعتقده ، أو الرضا بما أغضب إيليا أبوماضي عندما قال :
إني لأغضب للكريم ينوشه ... من دونه ؛ وألوم من لم يغضب !
أقول - قد - يمكنك بكل ذلك أن تحضى بشيء من ( الحب ) - المتوهّم - أو ب( القبول ) - المزيّف - عند هذا ، أو ( الرضا) - المؤقت - عند ذاك !
لكنك بكل تأكيد لن تكون متقبِّلا لذاتك ولا راضيا باتجاهاتك .
لأن ( حضوة) كتلك زائلة ؛ و( رضا) كذاك متقلب ، ومارضيته على آخرين هوى نفس ؛ سيُرضى من غيرك عليك !
بل إنك - في قرارة وجدانك - لست ثابتا ولا متوازنا انفعاليا .
فالثبات والبقاء هو للقيم والمباديء التي تمنحك عمرا أطول من عمرك وأكثر منه بركة .

لاتنزع للصدام والمواجهة ؛ ولكن لاتكن شيطانا أخرس !
لاتكن فاضحا ؛ ولكن لاتتخل عن أن تكون ناصحا !
ليس مطلوبا منك أن تسوّق للنبيل فلان ، أو الفاضل فلان ؛ لكن لاتسمحْ لنفسك أن يُنتقص نبيلُ أو فاضلُ بوجودك !
فالذبُ عن حياض النبيل .. نُبلُ !
وحفظ غيبة الفاضل .. فضلُ !
والأكمل نبلا ، والأجمل فضلا .. أن تبقى مبادئُك وذبُّك ( خبيئة ) لايعلمها المعنيُّ بها .
قد لايحبّ صاحبك أو قريبك وغيره - من الغوغاء ُ وزبد البحر - منك ذلك ، لكن المؤكد أنهم سيحترمون فيك كل ذلك ! وسيُكتنزون - لك - بعقولهم الباطنة وإن لم تعبّر - لك - ألسنتهم ولو بعد حين !
وسيبحثون عنك ، ويجرون خلفك عندما تُغمط حقوقهم ، ويُجحد دورهم ، لأنك وَقَرْتَ في وجدانهم أنك ( الثابت ) في زمن ( المتحوّل ) ،
وأنك ( الموضوعية) في موجة ( الهوى ).
لتنال - اخيرا - ( الحب ) تبعا ل( الاحترام ) الذي تستحقه فعلا ثباتا ومنظومة قيم .

Reply · Report Post