الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإنه لا يخفى على ذي عينين أن الساحة الشامية باتت على شفا جرف هار بعد أن باتت فصائل تقدم مصالحها ومصالح أفرادها على مصلحة الجماعة وعلى مصلحة الشعب المسلم الذي تزعم كل الفصائل أنها خرجت للدفاع عنه وأنها تقدم نحورها دونه ودماءها في سبيل حمايته ولكن النفس تعتصر ألما والقلب يتفطر والمرء يبصر هذه الحقيقة تتلاشى أمام ناظريه وتتهاوى كلما نزل من برج الدعاية والإعلام للفصائل ولامس الواقع وعايشه فلا يرى إلا هوى متبعا وشحا مطاعا وإن سالت في سبيله الدماء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولعل من هذه المصائب وتلكم الطوام تلك الفتنة التي وقعت بين الجبهتين جبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة التي حذرنا منها وما زلنا نحذر لعلمنا أن هناك أياد خفية سعت ومازالت تسعى لضرب الفصائل بعضها ببعض واجترار الفصائل الكبرى لهذه الفتنة والقضاء على الثورة المباركة لصالح النظامين الكفري والتكفيري وكلاهما له أياد فيما يدور
ولقد سعينا منذ بداية الفتنة إلى مناداة ومناجاة الطرفين المتنازعين ووصلت مناشداتنا حد الاستجداء من أجل حقن الدم المسلم وتغليب لغة الشرع ثم العقل وتقديم المصلحة العامة على مصالح الفصائل فوجدنا الطريق سهلا للتواصل مع أحد الفريقين المتخاصمين ولا نقصد من ذلك تبرئة ولا إدانة ولكنه توصيف لحال وتصوير لواقع ووجدنا أنه يستجيب لكل ما يطلب منه من قبل الجميع ولكن بالمقابل وجدنا طرفا لا يستجيب ولا يرغب بالاستجابة ولا يرد على طرح ولا على مبادرة بل يسخر أحدهم من المبادرات والسعي الحثيث للإخوة الأفاضل في سبيل الفصل بين الفريقين وفض النزاع بينهما ووأد الفتنة وقد أخبرناه أننا لم يغمض لنا طرف منذ يومين بقوله ناموا فالمشكلة ستنتهي! وأيا كانت وجهة نظر هذا الطرف ولو كان محقا فيما يفعل فهو خصم ولا يجوز له بشرع الله أن يكون خصما وحكما فيقرر أنه على حق وأن الطرف الآخر على باطل بل المحاكم الشرعية والمحكمون المحايدون المرتضون من الطرفين هم من يقرر إن كان على حق أو غير ذلك ومن هنا فإننا نود إثبات ما يلي:
المقصود بالطرف الأول الذي استطعنا التواصل معه هو جبهة ثوار سوريا واستعدوا للقبول والاستجابة لكل ما يطلب منهم أو يقرر في حقهم
الطرف الثاني الذي كان من الواضح أنه حسم أمره منذ البداية واتجه للحل العسكري هو جبهة النصرة
المشكلة أصلا لم تكن مع جبهة النصرة بل كانت بين جمال معروف وعناصر مطلوبين له ممن كانوا ينتسبون لجبهة ثوار سوريا وطالبهم بتسليم السلاح فلجأوا إلى البارة ووضعوا السلاح الذي يعود لجبهة ثوار سوريا في مقر تابع للأحرار ودخلت جبهة ثوار سوريا المقر لاسترداد السلاح لكنها فوجئت بعناصر النصرة تباغتها بالنيران وقتل وجرح بضعة عناصر وقد قدمت النصرة تبريرين أولهما أنها جاءت لمؤازرة الأحرار والثاني أنها ظنت أن جبهة ثوار سوريا داهمت البارة ولكن أيا كان فالمشكلة كانت أصلا مع الأحرار ولا دخل للنصرة فيها
بادر الإخوة الأفاضل وطلبة العلم وهم كثر بالتحرك الفوري لإطفاء نار الفتنة ووضعوا مبادرة أرسلت لعدة أطراف من جبهة النصرة أو لهم عليها دالة كالشيخ أبي مارية القحطاني والدكتور عبدالله المحيسني وأرسلت نسخة لمنتدى نوازل الشام ونشرت على المواقع وصفحات التواصل وحددت لها مدة 24ساعة علها تجد ردا أو إجابة من جبهة النصرة ولكن دون جدوى
وقبل انقضاء المدة واعتبارا من صباح أمس كانت الحشودات قد توجهت نحو المعرة والبارة وبدأ الهجوم من عناصر النصرة وجند الأقصى
تحرك جميع المخلصين والغيورين من أجل حقن الدماء ولا أنسى أن أسجل الموقف المشرف لحركة حزم التي دعت الفصائل لنصب حواجز تمنع أرتال جبهة ثوار سوريا من التقدم والاحتكاك بجبهة النصرة وتمنع النصرة من التوجه نحو جبهة ثوار سوريا وعرضت نفسها وعناصرها للخطر في سبيل الفصل بين المتخاصمين وفض الاشتباكات بين الطرفين
انقضت المهلة المحددة ولم تجب جبهة النصرة حتى اللحظة ولم ترد على المبادرة التي وصلتها نسخ منها وبلغتها عبر عدة طرق
ومازالت اللجنة تأمل بالاستجابة للنداءات والمبادرات والفصل في الخصومات بما يرضي الله ووفقا لشرعه وبمحكمة علنية تفصل في المسائل العالقة كلها بين الطرفين
بناء على ما تقدم وقد انقضت المهلة المحددة وهي 24ساعة للرد على المبادرة وقد إستجابت جبهة ثوار سوريا دون النصرة فإننا نقول الكرة في ملعب النصرة ونحملها مسؤولية التباطؤ وإستمرار الفتنة وماينتج عن ذلك من أحداث ..
والله نسأل أن يكون ذلك سريعا"قبل عض الأصابع ندما" على التفريط في دماء المسلمين ..
والله المستعان والحمد لله رب العالمين

د.حذيفة عبد الله عزام
د.أيمن هاروش
الشيخ حسن الدغيم
29/10/2014

Reply · Report Post