تهديدات نصر الله وجرأة الوزير البحريني
رأي القدس


تتصاعد حدة الحديث هذه الايام عن قرب انعقاد مؤتمر دولي للسلام لبحث الازمة السورية ومحاولة التوصل الى حل سياسي بحضور جميع الاطراف المعنية، لكن مؤشرات كثيرة تفيد بأن احتمالات الحرب الاقليمية تتصاعد ايضا، وقد يكون الحديث عن السلام هو مجرد غطاء لها.
فعندما يضع السيد حسن نصر الله كل ثقله خلف النظام السوري، ويؤكد انه سيقف الى جانبه في وجه القوى ‘التكفيرية’ باعتباره سندا للمقاومة وحاميا لظهرها، وعندما تجري اسرائيل مناورات لتعزيز جبهتها الداخلية في مواجهة اي هجمات بالصواريخ والاسلحة الكيماوية، وعندما يتهم نائب رئيس الوزراء التركي ‘حزب الله’ بانه ‘حزب الشيطان’، فان هذه الشواهد كلها تعكس توترا وارهاصات الحلول العسكرية وليس السياسية.
شهر حزيران (يونيو) بات على الابواب، وهناك من يهمس في منطقة الخليج بانه سيكون الشهر الحاسم، وربما يشهد حربا على ايران وحلفائها، والا كيف يخرج الشيخ خالد بن احمد آل خليفة مهندس الدبلوماسية البحرينية عن كل الاعراف الدبلوماسية، وفي مثل هذا التوقيت، ويصف السيد نصر الله بانه ‘ارهابي يعلن الحرب على امته ويجب ايقافه وانقاذ لبنان من براثنه’ في تغريدة على حسابه الخاص على ‘تويتر’ لولا انه يعرف مسبقا ان هذه الحرب باتت وشيكة؟
فليس من عادة المسؤولين في دول الخليج، والصغيرة منها على وجه الخصوص، الهجوم على ايران وحلفائها مثل حزب الله بمثل هذه اللهجة القوية الواضحة، وتسمية الاشياء باسمائها الصريحة دون مواربة. فقد عودنا هؤلاء على الاغراق في العموميات، واللجوء الى الغمغمة، والكلمات المبهمة.
حالة السعار الاسرائيلي المتمثلة في شن غارات على سورية لضرب اي اسلحة متطورة الى حزب الله اللبناني هي مؤشر اخر حيث يؤكد محللون استراتيجيون ان الحصول على اسلحة متطورة، وصواريخ على وجه الخصوص، يمكن ان يغير ‘قواعد اللعبة’ وبما يؤدي الى خسارة اسرائيل، جزئيا او كليا، التفوق العسكري الذي يضمن لها حسما سريعا للحروب وبأقل قدر من الخسائر.
اسرائيل تخشى نوعين من الاسلحة، وهي صواريخ اس ايه 17 الشديدة الدقة في اصابة اهدافها والتي يمكن ان تزود برؤوس كيميائية، وصواريخ ياخونت الروسية المضادة للسفن الحربية، علاوة على صواريخ ‘فاتح 110′ الايرانية الصنع والتي يصل مداها الى حوالي 300 كيلومتر.
نقل هذه الاسلحة الى ‘حزب الله’، او سقوطها في ايدي جماعات اسلامية متشددة تقاتل لاسقاط النظام السوري مثل ‘جبهة النصرة’ و’احرار الشام’، يشكل رعبا لاسرائيل، لان هذه الجماعات ليست دولا يمكن ان تخشى على سيادتها او سقوط انظمتها وزعاماتها، وتستطيع اتخاذ قرار الحرب دون اي عوائق او محاذير.
المنطقة تعيش حالة من الغليان من الصعب ان تدوم لفترة طويلة، لان حالة الجمود الحالية ليست في مصلحة اي من الاطراف المتورطة في النزاع، سواء كانت اقليمية او دولية، ولهذا فمن المنطقي ان يتم توقع الاسوأ، نقولها بكل اسف ومرارة.

Reply · Report Post