الحرية ..
تكتبها ( الأمعاء الخاوية ) !
علي حسن أحمد آل زايد

إن معركة البطون الخاوية :هي الطريقة التي يلجأ إليها العديد من معتقلي الرأي والنشطاء للتعبير والتنديد بظروف اعتقالهم وجذب الانتباه من أجل إيصال رسالة للرأي العام حول ما حصل لهم من ظلم و حقد وجور يتعرضون له في معتقلاتهم.
ويعتبر هذا العمل من طرق المقاومة السلمية والاحتجاج السياسي لاستنهاض الرأي العام للمعتقلين وقد مارسه العديد على مر التاريخ نذكر بعضهم :
( المهاتما غاندي ) مارس الصوم و الإضراب عن الطعام في وجه المحتل البريطاني لبلاده الهند .
(مارا جيفي سريرا ولو ) والذي توفي أثناء اضرابه عن الطعام والتي بلغت 58 يوما ، الأسير الفلسطيني خضر عدنان محمد موسى , الأسير الفلسطيني الأسطورة سامر طارق العيساوي.
ولم يكن الخليج العربي بمنأئ عن هذا النوع من الاحتجاج السياسي السلمي,ففي البحرين مثلا الناشط الحقوقي والرئيس السابق لمركز البحرين لحقوق الانسان عبدالهادي الخواجه يخوض 110 يوما من معركة البطن الخاوي والتي أنهاها في تاريخ 28 من مايو 2012 .
وقد عبر المعارض السياسي آية الله الشيخ نمر باقر النمر - فكَّ الله أسره - عن اضراب الخواجة بأنه تحقيق ودفاع للكرامة وهو طاعة لله في إحدى خطبه : "فالإضراب عن الطعام حتى الموت هو نيل من الطاغي كما هو تحقيق للكرامة ودفاع عن الكرامة وهو طاعة لله خالصه ، بل من أفضل الطاعات ، الإضراب عن الطعام للنيل من الطاغي حفظا لكرامة الانسان بل وكرامة المجتمع وهو الأهم والأوسع وهي من أفضل الطاعات لله وهي من أفضل العبوديات لله ".
ويتابع النمر في خطابه : " وعبدالهادي خواجه يستحق أن يدافع عنه لأنه يجسد حقيقة الإنسان لم يضرب عن الطعام ولم يجاهد دفاعا عن ذاته وإنما دفاعا عن مجتمعه لأن حقيقة الإنسان هو الذي يعطي الآخرين من ذاته ولا يفكر في أن يأخذ من الآخرين لذاته هذه هي الإنسانية "
وكذلك في السعودية نرى المدافع عن حقوق الانسان الناشط محمد البجادي والذي اعتقل بسبب مشاركته في اعتصام أمام الداخلية السعودية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين دون محاكمة يدخل في مضمار الإضراب عن الطعام.
وأما في مجتمعنا القطيفي الذي لم يكن بعيداً عن الحراك الحقوقي في البلاد يدخل الشاب (السيد عقيل الشاخوري ) المصرفي إضرابه الثاني وذلك خلال عامين ليس عن الطعام فقط وإنما عن الاتصال والزيارة بأهله احتجاجا على المماطلة في إبقائه في سجن المباحث العام دون أن توجه له أي تهمة او يعرض على أي محاكمة و ذلك بعد اعتقال دام السنتين.
السيد الشاخوري يتحدى أنواع الظلم التي تقع عليه ويرفض أن يبقى ملفه جامدا مركوناً جانباً وبهذا الإضراب هو يصر أن ينال العدالة والكرامة والحرية.

الشاخوري لا يمكن أن يُهزم وهو يعبر عن إرادته بالوسائل المتاحة فإذا حرموا عليه التظاهر السلمي المشروع لجأ إلى استخدام صرخة أقوى وأسلوب آخر , ها هو الآن يستخدم بدنه الهزيل الذي يصرخ كل يوم بالضعف والمرض والاصفرار.
إنها رسالة تحدي للسجان و صرخة حق في وجه الظلم من أجل الرفض القاطع و التي ترجمتْ بأنواع العذاب و التنكيل الذي يقع عليه وعلى الكثير من معتقلي الرأي الذين بحسب منظمة العفو الدولية يقدرون بثلاثين ألف معتقل أغلبهم معتقل رأي سياسي و حقوقي.
فسلاما عليكم جميعا يوم ولدتم و يوم تتنفسون حريتكم قريبا و إن الشمس مطلعها لقريب .

Reply · Report Post