بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخوة الكرام في ائتلاف شباب 14 فبراير، إلى شعب البحرين الصابر والصامد، إلى كلّ المناضلين المرابطين في ساحات العزّة والكرامة، إلى شبابنا وشاباتنا ورجالنا ونساءنا وشيوخنا وكلّ من ساهم ويساهم وسيساهم في مسيرة التحرّر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا نبيل رجب، أكتب لكم من وراء القضبان، أكتب لكم من زنزانتي في سجون جو، هذه السجون التي ضجّت بمعتقليها الأبرياء وصرخت شاهدة للعالم على صحّة موقفنا من هذا النظام الذي لا يعرف أيّ قيمة للإنسان، وشهدت على صحّة خياراتنا بالنضال السلمي حتّى تكون لإنسان هذه الأرض قيمة وكرامة وحرية..
أيّها الشباب الواعي، ها هي الذكرى الثانية لثورة شعب البحرين اقتربت، وأمل شعب البحرين معقود بكم، لأنكم خياره الأقوى ورقمه الصعب في زمن الصعاب، وأنتم من سيصنع الانتصار المنتظر، وأنتم الحاضر والمستقبل، وأنتم من سيبني هذا الوطن بعد أن تضمّد جراحه..
أيّها الشباب، الأمل معقود عليكم في الذكرى الثانية للثورة بأنّ تعيدوا لثورتكم السلمية زخمها وروحها، وأن تسترجعوا لها وهجها وعمقها الشعبي الكبير، وأن تنقلوها للأماكن الأكثر إيلاماً للنظام وهي المنامة ومحيطها التجاري والدبلوماسي، فالعالم لا يعترف بثورة إن لم تكن عاصمة الدولة هي مسرحها الرئيسي..
أيّها الشباب الصامد، التراجع ليس خياراً والضعف ليس خياراً، فهذا النظام البائس يراهن على تعبكم ويراهن على مللكم ويراهن على خوفكم من قمعه وإرهابه، فاثبتوا له أنّ إرادتكم الصلبة أقوى من كلّ ترسانته وإرهابه..
أيّها الشباب المناضل، نحن أما مفترق طرق حاسم في تاريخ البحرين الحديث، فإمّا أن نتحرّر كما تحرّرت اليوم أكثر شعوب العالم وإمّا أن نبقى عبيداً أذلاء لهذا النظام طوال حياتنا. فإن تراجعنا اليوم أو ضعفنا أو تنازلنا فستحاسبنا الأجيال القادمة..
أيّها الشباب، إنّني أحبّكم وأحترم صمودكم وأقدّر تضحياتكم الكبيرة من أجل وطنكم وشعبكم، فكل الشعوب تحررت بعد نضالات طويلة، ولكن سر الانتصار يبقى في الصبر والصمود..
أيّها الشباب، أوصيكم أن لا تنسوا شهدائكم ولا تنسوا جرحاكم ولا معتقليكم، فهم من حرق شبابه لينير دروب الحرية لهذا الشعب، وأوصيكم بعوائل الشهداء كونوا بلسماً لهم عرفاناً لهم لأنّهم قدّموا الطلائع الأولى، فكانوا هم الرايات التي ستسير سنسير بها حتّى خطّ النهاية، فأكثر ما يؤلمني في زنزانتي هو حرماني من تقبيل رؤوس آباء الشهداء وزيارة أسرهم ومحبيهم..
أكرّر وصيّتي لكم بالوحدة ونبذ الخلافات والتركيز على الأهداف الكبرى وترك الأمور الصغيرة والتافهة، وأوصيكم باحترام بعضكم البعض مهما اختلفتم في الآراء لأنّ النظام يراهن على تفرقكم وتشرذمكم..
المنامة هي عاصمتكم .. المنامة هي عاصمتكم .. المنامة هي عاصمتكم .. فهبّوا إليها ولا تخشوا السجون، فإنّها والله أفضل من العيش الذليل دون كرامة ودون حقوق..
أخيراً أيّها الشباب الأحبّة، أعاهدكم أنّني سأبقى دائماً متواجداً معكم في الساحات، النظام البحريني راهن على عزلي عنكم ولكن تأكدوا أنّ خطّته في العزل فشلت، فهاأنذا أخاطبكم هنا وسأبقى أخاطبكم وحين أخرج سأكون وسطكم.. سعادتي لا تكتمل إلا حين أكون معكم وسط الساحات، أعاني كما تعانون، وأتألم كما تتألمون، وأناضل كما تناضلون، وأنتصر معكم كما ستنتصرون..
أدعوا الله أن ينصركم ويثبّت أقدامكم ويحميكم ويوفّقكم لاسترجاع حقوقكم وتحرير وطنكم من الإستبداد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم ومحبّكم ورفيق نضالكم الدائم..
نبيل رجب – من زنزانته في سجون جو

Reply · Report Post