Binswar

aQeel Swar · @Binswar

9th Jan 2013 from Twitlonger

بو عمر الشافعي..سردية صحافية مشوهة أم تحليل؟!
عزيزي بوعمرالشافعي, حري بي أن لا أكترث بشخصيتك الحقيقية حين أثمن الجزء الثالث من سيناريو الحل التي تقترحه في ثلاث حلقات مثيرة , لولا أن ثمة من علاقة وطيدة بين هذا وبين بعض مرتكزات شخصيتك الوهمية, فأنت - بالنسبة لمستقبلي كتاباتك - ,تكتب باعتبارك سنيا منصفا للشيعة,بحمل هذه الفرضية العاطفية من تعزيز لتجرد إفتراضي محبب, أراه جليا في نواياك وتمنياتك ولكني لا أراه أبدا في تحليك, وثانيا, أنت تكتب من خلف صورة شعبية كارزمية لولي العهد المعروف بموقفه الرشيد وتعامله العفوي في المسألة الطائفية, بحمل هذا أيضا كحاضنة عاطفية dتفيأ بظلها جزء لا يستهان به ممن نسميهم الكتلة الصامتة, وأنت- أخيرا - تكتب باعتبار المرتكز الثاني يخولك أن تتقمص في وعي العامة..شخصية مجيد العلوي- المثيرة للجدل -,كوزير ناجح, وسياسي يعرف بالضرورة دهاليز المعارضة والحكم على حد سواء...كونه شرب من ماء النهرين.. إضافة لارتباط اسمه تحديدا بمشاريع ولي العهد , وفي هذا – كله - مافيه من تعويل يحتاج الى تبرير مقنع ,لتقمص هذه الشخصية الإفتراضية, المحددة العالم بإفتعال لا أثر فيه لصدفة, تبرره كما يبرر العامة أو الحسابات الاستخبارتبة تخفيهم.
يعنيني من هذا أن هذه المرتكزات تعطي كتاباتك هامشا, من التفوق - أو على الأقل تعفيك من مهمة العلاقات العامة التي يتكسبها الكاتب بجهده في أي نص من داخل النص,وليس من خارجه, فتعينك لتصل لشريحة أو مزاج محدد- هو في حالتنا مزاج الكتلة الصامتة\المغيبة, ..المغيبة قسرا منذ 14 فبراير وما أوقعه فينا من ثقافة الإبتسار والتخوين وتجيير ولاء الناس تجييرا طائفيا.

لا أحاول بهذه المساحة الطويلة نسبيا من الكلام عن شخصيتك الإنتقاص من ملكات شخصيتك الحقيقية, فمونتاج هذه المرتكزات لشخصيتك الافتراضية لا يخلو من نبوغ (رجل إعلام!) كما لا أحاول كشف هويتك بدون داع حقيقي يتعلق بما تكتبه مباشرة, ...لولا أني رأيت فيما تكتبه بالصورة التي تقدمها شخصيتك الوهمية , تقريرا سرديا للوقائع , أراه في أحسن حالاته المهنية , أقرب للأماني الحسنة (wishful thinking) منه لتحليل, يتفوق على تحليلات غالبية صحافيينا, في طور إنحيازهم للسياسة على حساب الصحافة والثقافة, منذ أحداث فبراير\مارس 2011...وفي حالته الأخلاقية, تجاسر غير مبرر على وعي الناس وذكائهم.

صحفيا كنت أو غير ذلك, لابد لمن يقبل على كتابة أي سيناريو,أن يدرك الفرق بين التحليل والسرد, فكم من هذا الادراك متحقق في الجزء الثالث,الذي هو تكرار لما تداوالت فيه سلفا, من خلاصات سردية أسميته الإستشراف في الجزئين السابقين؟

كنت أتوقع في الجزء الثالث , أن تصحح الإختلال الحاصل في الجزئين السابقين ,أو على الأقل ,أن تخرج على نسق التفكير السائد فيهما والمنسجم مع سواد أوساط المعارضة الشيعية, ونسق تفكيرها التظلمي, في ضوء ما توافقنا عليه من وجوب النظر في شأن الغالبية غير الديمقراطية, أي تلك التي تضطهد الأقلية (Tyranny of the majority) ... من منظور علمي, وباعتبار هذا من وجهة نظر أرباب الديمقراطية و منظروها (جوهر) علل الديقراطية عامة, (والبحرينية خاصة من وجهة نظري) , ..لكني للأسف وجدتك عوضا عن هذا تغرق في الخلط بين سردية تنتمي في كل تفاصيلها ولهجتها, للعقلية السائدة في أوساط المعارضة الشيعية-مع تهذبٍ في الخطاب, أحسبه على لزوم شخصيتك الافتراضية- ,وباعتبار الغالبية غير الديمقراطية هي وقود حراك هذه المعارضة ومشروعها السياسي , - وأضيف - ومصدر قوتها وفلسفتها الأخلاقية.

لن أسرف في تفكيك طبيعة تفكيرك بفحص تكرارك المبتسر, وتعويلك على مسلمات أخلاقية هي في حاجة لفحص وتحليل, بل سأسرد سريعا,مبادئ من قبيل (صوت لكل مواطن\ تعديل الدوائر الانتخابية\ سرد تاريخ الوقائع التي مرت بها البحرين منذ الميثاق مرورا ب 14 فبراير بإعتباره ذروة , تختار لها نفس العنوان المبتسر الرنان , القائل أنه لا يمكن العودة لما قبل 14 فبراير... وإعتبار كل هذا يقينا - ليس تحليلا- بل يقينا يخلط معطيات الربيع العربي المعقدة, بحتميات ثوروية ذات مرجعية دينية\غيبية مفرطة أحيانا في وعيها الأنساني المتدني (راجع إسهامات ودور المدرسي الهدام في الدوار).

هناك محرقتان تعترضان أي تحليل صحيح , يقترح حلا صحيحا, لا يستعيض برنين مسميات الدولة المدنية والمملكة الدستورة والحكومة المنتخبة, عن مواجهة حقيقة أن الانشطار الطائفي الذي يتوسط الأزمة, في جزئيته المحلية على الأقل يكمن في أمرين لم تتعرض لأي منهما من قريب أو بعيد:

1 الأول هو ما أسلفت من تجنبك لموضوع الغالبية المختلة, وغير الديمقراطية, الماثلة في وجود حراك حزبي شيعي, يستغل حقيقة أن المذهب الجعفري ,مذهب سياسي بإمتياز وبالفطرة تقريبا, ما يجعل من تحقيق الحديث معه عن غالبية ديمقراطية صحية أمرا مستحيلا,في ظل التمسك بدور المرجعية الدينية, بعمقها التاريخي والاقليمي والدولي.

2 وجود سلطة متعددة الرؤوس, تتقاطب وتتنافر تبعا لما يهدد مصالحها المرحلية , المباشرة, وهي متعشقة في أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع, بأسوأ وأكثر مما تصورها السيناريوهات الشعبية\ أو حتى الصحافية الغربية, ويستحيل توافقها على حل, في ظل مواجهة خطاب معارض, أحسنه يخلط بين العدالة الانتقالية التوافقية بالضروة, والعدالة المثالية كما يطلبها شعار مشيمع\حق (شرعية الحق لا شرعية القانون) وأسوأه يكمن في روافد هذه العدالة, التي تحرق الآن شوارع البلد, ولحمته , مدعومة بمراوغات وبرتوكولات مذهبية لا تحتاج لتبرير عقلاني قدر حاجتها لمصدر فتوى معتمدة, مسلطة على رقبة السياسة كالسيف, ولنا في نداء إسحقوهم, مثال صارخ, سواء قبلناه بالعفوية التي يطلبها الشيخ عيسى ومن خلفه الوفاق+..., أو بما أرجحه شخصيا, من فجور خصومة طردي.بين السلطة والمعارضة, أي يتطارد في أوصال السلطة والمعارضة, لهوامش بعيدة.

سأستعير تعبيرك اللطيف فأقول أن هذا المقال,استشراف لما يمكن أن يدور بيننا من حوار قادم ...لكن من معاني هذا..أنني لن أقبل في أي حوار قادم, أن تستمر في الاختلاف معي من خلف اسمك مستعار, خصوصا أنك أفصحت في مقابلة- ذات اشكالية أخلاقية - معك في جريدة الوسط مؤخرا..أنك ستفصح قريبا جدا عن شخصيتك الحقيقية..
ختاما.... دعني أقتبس فقرة واحدة فقط اقتباسا حرفيا من خلاصات مقالك العجيبة, وهو قولك ( كل ما كتبته سابقاً هو استشراف لأقرب الحلول التي أراها ممكنة وفق موازين القوى المختلفة الموجودة في الساحة .. نعم .. نحن نريد أن نكون ملكية دستورية على غرار الملكيات العريقة، ولكن تبقى الكثير من الإشكالات في مجتمعاتنا العربية والتي بكل أسف تنخرها الطائفية والقومية والفئوية .. والتي قد تؤدي إلى ????? اضطرابات مجتمعية كبيرة وخطيرة)

إنتهلا الإقتباس , ولي سؤالين حول هذه الفقرة : 1 - هل حقا قرأت في استشرافك ""موازين القوى"" بينما لم يرد ذكر لتعدد مراكزها وعلاقة هذه النعدديو بنتغييب ولي العهد الذي تستظل بفيئه؟ ولو حتى على المستوى السردي اللائق بمقالك؟
2 – هل الإشكالات في مجتمعاتنا العربية حقا تنخرها طائفية و""قومية"" وفئوية؟؟
حسب علمي أن الإشكال والعائق الأكبر هو التيارات الدينية, باعتبارها حاملة لإيدلوجيا غير منسجمة مع الديمقراطية, وليس القومية العربية, بوصفها هوية لاعلاقة لها بالأيدلوجيا.. فمن أين جئت بهذه الصيغة الشعبية جدا, والعصية على طوع أي تحليل, مما نرى ونسمع ونقرأ ونعايش, في غير الخطاب الرث, لبقايا حركة أحرار البحرين, التي فصمت علاقتها بالعروبة, لتلائم الخطاب الأيدلوجي الإيراني؟

تقبل تحياتي ,وأعذر قسوتي.
عقيل سوار

Reply · Report Post