السِّحَاقَ والمساحقة: وَهُوَ إتْيَانُ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ مثل صورة ما يفعل بها الرّجل.
في الموسوعة الفقهية: " لا خلاف بين الفقهاء في أنّ السّحاق حرام".
لقوله عليه السلام:( السِّحَاقُ بَيْنَ النِّسَاءِ زِنًا بَيْنَهُنَّ). "طب".
وقال: (إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان). "هق".
وقال:( لا تذهب الدنيا حتى يستغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال والسحاق زنا النساء فيما بينهن). " البيهقي،الخطيب،وابن عساكر".
أى: يجامع النساء بعضهن ببعض وهو ما يعرف بالسحاق.
تنبيه:الأحاديث السابقة الذكر ضعيفة، ومجموعها يُستأنس به في المسألة.
وكون السحاق بين النساء زنا؛ أي مثل الزنا في لحوق مطلق الإثم وإن تفاوت المقدار في الأغلظية ولا حد فيه بل التعزير فقط لعدم الإيلاج فإطلاق الزنا العام على زنا العين والرجل واليد والفم مجاز.
ويُعد السحاق خيانة من الزوجة لزوجها، وهو كبيرة من الكبائر.
قال ابن تيمية:" إن القوم لم يكونوا يعرفون السحاق"."الاستقامة".
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر بعضهن لعورات بعض والمضاجعة متجردتين تحت غطاء واحد، فقال:( لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ .. وَلاَ تُفْضِى الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِى الثَّوْبِ الْوَاحِدِ). مسلم.
وعن أبي ريحانة رضي الله نه قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(حَرَّمَ عَشْرَةً ..)وذكر منها: (وَمُكَامَعَةَ الْمَرْأَةِ بِالْمَرْأَةِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ). أحمد.
( كمع ) كامَعَ المرأَة ضَاجَعَها والكِمْعُ والكَمِيعُ الضَّجِيعُ ومنه قيل للزوج هو كَمِيعُها.
والمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مع الرجلِ والمرأَةُ مع المرأَةِ في إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بينهما.
فإذا حرّم الشارع الحكيم النوم والاضطجاع تحت غطاءٍ واحد للمرأتين متجردتين ليس بينهما حائل أو حاجز؛ فمن باب أولى تحريم المساحقة بينهن.
قال ابن قدامة: "حكم المساحقة: وإن تدالكت امرأتان فهما زانيتان ملعونتان ، ولا حد عليهما لأنه لا يتضمن إيلاجا فأشبه المباشرة دون الفرج، وعليهما التعزير لأنه زنا لا حد فيه، فأشبه مباشرة الرجل المرأة من غير جماع". "المغني".
والله أعلم.
كتبت في هذه المسألة هذه السطور لمّا بلغني أن المساحقة بين بعض النساء المسلمات تفشت وطلب مني البعض أن أكتب في ذلك شيئاً، فأردت أن يكون في صحائفي يوم القيامة شيئأ ينفعني الله به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الخميس 11/ 11 / 1433هـ.

Reply · Report Post