الأجزاء الثلاثة كامله حول إثبات إسلام أبوطالب عم الرسول عليهما وآلهما السلام بقلم الكاتبة / أستاذة نسرين العازمي
Nono_dream2@hotmail.com
Ndream2@twitter

الموضوع: أبوطالب مسلما وماكان من المشركين...( الجزء الأول ٣/١ ) ...

أولا: قال تعالى( إن الدين عند الله الإسلام) آية ( ١٩- سورة آل عمران) ، علينا أن نركز قليلا في هذه الآية لنستخلص يقينا أن الله سبحانه لم ينزل على عباده غير الإسلام دينا ، إلا أن بعض العباد قد كذبوا بماأنزل فكانوا من الكافرين أي الجاحدين والمكذبين لما أتاهم من العلم وقد اختلفوا فيما بينهم بعد هذا العلم ( ومااختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) الآية(١٩) آل عمران، كذلك قال ( وماتفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجائتهم البينه )سورة البينة آية (٤)،وماهو العلم الذي أتاهم فاختلفوا فيه؟! بالطبع فإن في هذا بحث آخر...

ثانيا: الدليل على أن جميع الأنبياء قد أتوا فقط بدين الإسلام قوله تعالى( قولوا آمنا بالله وماأنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وماأوتي موسى وعيسى وماأوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)،

ثالثا : القاعده الشرعيه والتشريعيه تنص على أن ( الأصل في الإنسان البراءة وفي الأعمال الإباحه مالم يرد مايخالف ذلك من قول أو فعل أو (نص من القرآن والحديث الصحيح ))،
لذا، فإن أصل الإنسان مسلما وفطرته التوحيد حيث قال تعالى: (قل الذي فطركم أول مرة) الإسراء( ٥١)،-وقال(فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. الروم: 30) واتفق المسلمون أن الفطرة بمعنى الدين وهو الإسلام.

رابعا: علينا أن نعرف بأن إبراهيم عليه السلام وذريته كانوا مسلمين ولم يكونوا مشركين بدليل قوله تعالى بلسان نبيه ابراهيم واسماعيل ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) البقرة آية (١٢٨) ، وقال نبي الله ابراهيم واسماعيل ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) ،أي أن رسول الله( محمد صل الله عليه وآله )، بعثه الله من ذرية إبراهيم عليه السلام كما أقر بذلك رسول الله نفسه حينما سُئل عن دينه قبل نبوته ونزول الوحي عليه فأجابهم وقال( إني على دين أبي إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين)، كما قال تعالى( قل بل ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين ) البقرة آية(١٣٥)،فالحنيفيه هي الإسلام كما أكدت الآيات ، وكذلك قوله في سورة البينه الآية (٥)( وماأُمروا إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)، وكما نقول ( الدين الحنيف).

خامسا : أكد الله تعالى على أن دعوته ورسالته التي انزلها على لسان أنبيائه هي الإسلام فقال لإبراهيم ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) البقرة آية(١٣١)، هنا أكد إبراهيم كذلك على إسلامه،

سادسا: التأكيد على إسلام ذرية إبراهيم الآية (١٣٢- البقرة ) ( ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون)، وتتبعها الآية(١٣٣) وتؤكد اتباع ذرية ابراهيم ويعقوب لوصيتهم باتباع الإسلام وحده( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون)، وأريدكم أن تتذكروا إجابة بنو يعقوب ( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ....)، لأنها تلك الإجابة بالتحديد كانت إجابة أبي طالب حينما سُئل عن دينه ومن يتبع عند احتضاره بحسب حديث من يدعي كفر ابي طالب فكان ادعائهم لايخدمهم لان إجابة أبي طالب تؤكد إسلامه ، وسنفصل ذلك تفصيلا...

سابعا: إن اليهودية والنصرانيه ليست ديانات بل هي أقوام وأعراق وسلالات ومسميات بحسب مايتبعون ومن يتبعون كحال الأقوام جميعا كما يُطلق علينا نحن أمة محمد بالمحمديون أي أتباع نبي الله محمد، وأما هؤلاء اليهود والنصارى كان لهم نهج مغاير لشريعة الله ودين الإسلام الوحيد الذي أنزله ، فاليهودية تعود إلى اسم ( يهودا) ابن نبي الله يعقوب ، والمسيحية او النصرانيه هم أقوام اتبعوا نبي الله المسيح بن مريم وقد تكررت المسيحية في القرآن (١١) مره ، قال تعالى( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) سورة النساء آية (١٧١)،
وقد أكدنا بأن الدين عند الله الإسلام الذي أنزل على جميع الأنبياء،
*** إلا أن البعض من أقوام الأنبياء قد انحرف عن طريق الحق وجعلوا لهم ملة ونهج آخر ، وقد أكد الله على ذلك ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جائك من العلم مالك من الله من ولي ولانصير ) البقرة آية (١٢٠)،أي أن مااتبعوه هم كانت أهواء افتعلوها وملة صنعوها فأسموها دينا ، وليست الدين الوحيد الذي أنزل من الله وهو الإسلام...

ثامنا: الكفار والمشركين لم يكونوا من أهل الكتاب أي لم يكن هذا إسم وإنما هي صفه وهذه الصفه لاتدل على دين بل هي صفة تلحق (الأفعال والتصرفات )، فالكفر يعني : الإجحاد بالنعمة كنعمة العلم الذي أنزله الله ، ، والشرك هو : جعل إلها آخر يشارك الله في أُلوهيته أو عدم الإيمان بوجود الله سبحانه ، فكلاهما انحرفوا عن الدين الحق وجعلوا لهم إلهة آخر وعبدوه، كماقال تعالى( قل ياأيها الكافرون لاأعبد ماتعبدون ...) سورة الكافرون ، إذا هي ( صفات أشخاص لأفعالهم) فتعود لمن يقوم بتلك الأفعال بصفة( الكفر والشرك ) التي تلحق اسمه فيُسمى( الكافر والمشرك)،كالذي يسوي الحديد فيسمى الحداد وكذلك الذي يعمل بالنجارة فيسمى النجار ، وهكذا ، لذا ، وبدليل قوله تعالى( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينه)،آية (١) سورة البينه؛
هنا يقول الله أن الكفار والمشركين ليسوا من أهل الكتاب أي لم ينزل عليهم كتاب ولايتبعون دين وليست تلك مسميات أديان ،لكنه في ذات السورة وفي الآية (٦) يقول سبحانه( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريه) ، وماهذه الآية إلا تأكيدا على أن الكفر والشرك هي صفة تلحق عبادا بسبب تصرفاتهم وأعمالهم المنحرفه عن الحق ، وسماهم الله ب( شر البريه)، فالله لايناقض نفسه والعياذ بالله.

تاسعا: وبالتالي وفق تلك الآيات يتبين( إن الدين عند الله الإسلام فلم ينزل دين سواه، كذلك يتبين أن إبراهيم وذريته مسلمة ولم يكونوا مشركين، كذلك إن محمدا صل الله عليه وآله وآبائه هم من ذرية إبراهيم الذين أوصاهم أبيهم بالإسلام ودعا الله أن يجعلهم جميعا مسلمون )؛

عاشرا: النتيجة والخلاصة المؤكدة : وهذا مهم
وهو أن نبي الله محمد وآبائه هو من سلالة نبي الله إبراهيم عليهم السلام كما أقر كثيرا واتفق المسلمون، ووفق ماوضحنا سابقا فإن دين ابراهيم وذريته الإسلام كما أقر ووصى بدليل ١) القرآن -٢) وبتأكيد الفطرة التي فطر الله عليها العباد كما فصّلنا وبدليل ٣) القاعده الشرعيه بأصل الإنسان والاعمال الإباحه مالم يأت قول او فعل او نص شرعي قاطع يثبت العكس وسيتم شرح ذلك تفصيلا ٤) دعاء وتوصية إبراهيم لذريته ...
إذا : نبي الله محمد وآبائه وآله وهم ذرية نبي الله إبراهيم هم مسلمون بدليل القرآن إلا من انحرف منهم عن الدين الوحيد بدليل القرآن القطعي الواضح بالإسم كذلك ، ولامجال للشك في ذلك فتيلا... ( واستكمال الأدلة الأعظم في الجزء الثاني )....
---------------------------------


عسل وأشواك / الكاتبة: أستاذة نسرين العازمي
Nono_dream2@hotmail.com
ndream2@twitter

الموضوع: أبي طالب مسلما وماكان من المشركين ( الجزء الثاني ٣/٢ )...

لذا، فإن أبي طالب ( عم الرسول صل الله عليه وآله ) هو مسلم ولم يكن من المشركين للدلائل السابقه في الجزء الأول والتالي:

١) القرآن نص (بإسلام الأنبياء جميعا و إبراهيم وذريته) وأبي طالب وآبائه كذلك من ذرية إبراهيم عليهم السلام، لذا فإن (والدي) الرسول صل الله عليه وآله مسلمون ،
٢) يدعي المفترين على الرسول كذبا ، أن الرسول دعا لوالديه بالمغفرة لكن الله منعه من الاستغفار لهما !! وأجيب هؤلاء المدعين المفترين :
*- أنه لايجوز الاستغفار للمشرك وهذا يعرفه علماء المسلمين ،و في قوله تعالى( ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين...) ، لكن رسول الله صل الله عليه وآله قد استغفر ودعا لوالديه ، فهل يناقض رسول الله أحكام الله وشريعته التي هو نبيها ورسولها؟! بالطبع لا، إلا إذا كان والديه وعمه بالفعل مسلمين...

*- أن والدي الرسول (ص) ماتا قبل نزول الوحي عليه وبالتالي لم يشهدا رسالة محمد إلا أنهما ماتا على دين إبراهيم وذريته عليهم السلام الذي أكدنا بالآيات مسبقا بأنهم كانوا مسلمون، وأن (والدي رسول الله من ذرية إبراهيم عليه السلام) ، ولاننسى القاعدة الشرعيه المتعلقه (بقانون الفطرة) ، وكذلك قاعدة( الأصل في الإنسان البراءة مالم يقر بالقول او الفعل أو النص الواضح والقاطع بالإسم كما نص بالاسم على كفر أبي لهب الذي هو عم الرسول (ص) )، كما تم تفصيله في الجزء الأول واللاحق من هذا البحث ...

*_ إن الرسول (ص) لم يَقبل مُرضعة غير حليمة السعدية ، وقد أكدت الروايات بأنه قد رفض الرضاعة وهو صغير من الكثير من النساء المرضعات فسبحان من دلّه على صدر المؤمنة الطاهره حليمة السعدية، فكيف لايرض الله إلا بمؤمنه طاهرة لرضاعته ، ويدعي المفترون على الرسول بأن الله أخرجه من رحم لإمرأه كافره، ومن صلب كافر؟!!! والعياذ بالله ، فالله الذي أكرم نبيه بحليب طاهر أخرج نبيه من صلب نور ورحم نور خاتم المرسلين المطهرين وهو نور على نور... وقد يدعي البعض بالعجب من رفض الرسول وهو صغير من أن يرضع من أحد من النساء حتى أقبلت إليه حليمة السعدية ؟! والجواب ألم يتكلم عيسى في المهد رضيعا ليبريء أمه من ظلم الناس واتهامهم لها! كذلك ألا تقرأون سورة القصص الآية ( ١٢) حينما قال تعالى عن نبيه موسى عليه السلام ( وحرّمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ) فهذه الآية تدل على مشيئة الله في أن يرضع موسى من أمه لتقر عينها ويقر قلبها ومااختار الله سواها له ، وهو دليل على تدبير الله ورحمته وحكمته فكيف لايدبر الله الأمور لنبيه محمد ويهيء له الطاهر من الرحم واللبن ، كذلك ألا نعلم بمعجزات الأنبياء فهل يبخل الله على نبيه بنعمة الاختيار وقد هيّء له كل سبل الطهارة ليبق طاهرا مطهرا ، وقد قال الله تعالى( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الأحزاب٣٣، والرسول هو أول أهل البيت عليهم السلام...

- يستند المدعون لتكفير والدي الرسول وعمه ابي طالب إلى حديث منقول بأن الرسول عندما جاءه أعرابي سأله عن حال أباه فأجابه الرسول وقال ابوك في النار ثم قال وأبي في النار !!
وأجيبهم : أولا / بأنه ومن الواضح وجود الافتراء على رسول الله بهذا الحديث الخالي من الأدب والبلاغه والاستدلال والسبب ومراعاة المشاعر ! فكيف يفتري المدعون على رسول الله بأنه يقول هذه الاجابه لهذا الاعرابي بهذه القسوة وبلامقدمة وبلاسبب وبلاداعٍ !! وهو الذي مدحه الله في كتابه وقال :( إنك لعلى خلق عظيم ) وهو الذي قال ( إنما بُعثت لأتمم مكام الأخلاق ) وهو الذي كان يبكي حزنا وشفقة على أعداءه، فهل نحتكم إلى عقولنا قليلا!!...
ثانيا/ نحن نعرف بأن هناك الكثير من الأحاديث الضعيفه إما في المتن او السند ، ونعرف كذلك بأن الخطأ والتدليس في كتب بعض العلماء والمفسرين وارد أيضا ربما من الطابعين للكتب او الناقلين للروايات وهم جميعا غير معصومين فكتبهم غير منزله من الله ، لذا فاحتمالية المنقول في كتابة الاحاديث والروايات قابله للخطأ والضعف ...
ثالثا: علينا أن نعلم بأن الحديث قابل للتحريف وأما القرآن فلايمكن تحريفه كما عهد الله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا إليه لحافظون) لذا وفي اتخاذ أمر والنص بكفر إنسان علينا البحث أولا في القرآن الثابت والقاطع وترك مايمكن تضعيفه احتمالا فترك الشبهات أولى...
رابعا: اختلفت آراء المفسرين حول حقيقة كفر والدي الرسول وعمه أبي طالب ووضعت الكثير من الاحتمالات فمنهم أكد إسلامهم ومنهم لم يؤكد ، واختلاف العلماء رحمه ، ولكن وحينما يكون هناك اختلاف ، فإن الترجيح دائما يكون للأخذ بالرأي الذي لايضر عبدا والأقرب لقاعدة أن أصل الإنسان في براءة ذمته مالم يدل مايعاكسه قطعا مؤكدا من دليل ثابت وهنا فهو ( القرآن)، وواجب ترك الشبهات والأخذ بحسن النيه خاصة وأن الأقرب لهم هو الإسلام...

*- أن الله عزوجل لايرد دعاء نبيه ودائما يُرضيه ويرضىَ عليه ويجيب دعاءه ليُسعد قلبه وهذا ماوجدناه في القرآن كما في سورة ( البقرة الاية (١٤٤) ( قد نرى تقلب وجههك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها...) حيث كان الرسول محبا لمكة وكان قلبه إليها فأرضاه الله وجعلها القبله ، أفلايرضيه بقبول دعائه لوالديه! هذا إن سلمنا جدلا بصحة حديث من يقول أن الرسول دعا لوالديه فلم يُستجاب له ؟! فهل يُعقل هذا بعد كل تلك الآيات بحب الله لنبيه وإرضاءه له ...
*- وآية (٥) سورة الضحى قال تعالى في إرضاء حبيبه محمد ( ولسوف يُعطيك ربك فترضى )، فهل سيبخل عليه الكريم بإجابة دعاء له !! بالطبع لن يبخل وهو قريب مجيب الدعاء لمن دعاه فكيف بحبيبه خاتم المرسلين !

*_ سورة الشرح ؛ تدل على أن الله قد شرح صدر نبيه محمد ورفع عنه الحمل والحزن وأرضاه لحبه له ( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذِكرك فإن مع العسر يسرا...) ، فكيف يرفع الله ذِكر نبيه إلا بجميل السمعه وطيب الأصل ، وكيف يشرح صدره إلا بمايُرضيه ...

*- إن رسول الله هو شفيع الأمة ، فهل من المعقول أن لايكون شفيعا لوالديه !،وكل هذا إن سلّمنا جدلا أن والديه غير مسلمين والعياذ بالله ولاننسى الشرح السابق للفطرة الداله على الاسلام وكذلك موتهما قبل نزول الوحي على نبي الله ابنهما محمد (ص)...
وماهذه الافتراءات بكفر والدي رسول الله صل الله عليه وآله وافترائهم بكفر عمه أبي طالب ، إلا دليل عظيم على كذب افتراء المفترين ..
وبالإضافه للآيات الوارد ذكرها في الجزء الأول والتي تثبت إسلام ابراهيم وذريته كما نُصلّ عليهم في تشهدنا ( اللهم صل وبارك على ابراهيم وآل إبراهيم)،

٣)
وهناك من استند بأن والد نبي الله إبراهيم كان كافرا، مستدلا بآية ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ) الأنعام ٧٤ ، وأجيبه وإن افترضنا جدلا أن والد نبي الله إبراهيم كان منحرفا عن دين الإسلام فإن هذه الآية تؤكد صدق القاعدة الشرعيه التي فصلتها سابقا وهي أن( الأصل في الإنسان البراءة مالم يَرِد إقرار بالقول أو الفعل أو النص القرآني القاطع بذكر الإسم ) فقد ثبت ذلك بآية واضحة الدلالة قاطعة (بإسم والد إبراهيم )وكذلك ثبت كفر أبولهب وهو كذلك عم الرسول صل الله عليه وآله بسورة المسد واضحة( بالإسم) ، والكفر ذنب عظيم فلابد من إثباته بوضوح في السورة فأين الآية الداله (بالإسم )على عم الرسول ( أبي طالب؟! ) وعن والد الرسول وأمه ؟!، والجواب : لاتوجد هناك أي آية بإسم أبي طالب أو باسم والدي الرسول تدل على كفرهم ،وإنما مايدعيه المفترون من تحوير لمعاني الآيات هو بحد ذاته كفر عظيم...
(وسنفصل الدلائل الأعظم في الجزء الثالث )
---------------------—--—--—-


عسل وأشواك / الكاتبة : نسرين العازمي
Nono_dream2@hotmail.com
Ndream2@twitter

الموضوع: أبي طالب مسلما وماكان من المشركين ( الجزء الثالث ٣/٣)...

٤) خصوصية الأنبياء وذكر الأسماء :
الأنبياء بشكل خاص لهم تفصيل في القرآن وهم ليسوا أشخاصا عاديين ، فإذا أراد الله أن يُؤكد كفر أحد من أهلهم وانحرافه عن أصل دينه ، فلابد وأن يبين أسمائهم كما فعل بوالد إبراهيم ( آزر) وكما فعل بعم الرسول ( أبي لهب) ، فلماذا ذكر كفر أبي لهب ولم يذكر كفر أبي طالب إن كان هذا صحيحا !، هذا لأن أبي طالب لم يكن كافرا،

٥)ذكر أسماء أعداء الأنبياء:
كذلك قد يذكر الله أسماء الأعداء من الكفار فقد لأنهم آذوا الأنبياء والعباد فقط لمجرد اقتران عدائهم ببعض الأنبياء فقد ذكرهم الله ومنهم ( فرعون وأذاه لموسى وقومه) وكذلك ( أخوة يوسف وأذاهم له مثبت ومفصل)، لكنه لم يذكر أبي طالب وهذا لأنه لم يكن معاديا لنبي الله كأبي جهل وأبي لهب ...

٦) الإقرار في الإثبات :
لم يصدر قولا أو فعلا من أبي طالب يدل على كفره أو شركه أو خروجه من ملة آبائه المسلمين بل وأكد عندما سُئل عن دينه فقال كما قال بنو يعقوب ( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون)، فقال أبي طالب( إني أتبع دين أبي وآباؤه )، وقد أكدنا في هذا البحث بإسلامهم...

٧)أبيه ( عبدالمطلب):
التاريخ يشهد (لعبدالمطلب) جد الرسول وأب ل(أبي طالب) الذي قال لأبرهه الذي سلب منه الإبل وأتى ليعتدي على الكعبه ويهدمها ( أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه ) وقال وهو يمسك بحلقة الكعبه ويناجي ربه (يارب لاأرجوا لهم سواكا ،يارب فامنع عنهم حماكا ، إن عدو البيت قد عاداكا ، امنعهم أن يخربوا فناكا )، فأرسل الله طيرا أبابيل ترمي أبرهة وجنوده بحجارة من سجيل ، هذا هو عبد المطلب الذي استجاب الله دعائه وأتم سنته التي سنها في أن جعل الطواف بالكعبة سبعا -وحرم الزنا والخمور- ونهى عن الفواحش والوأد - وسن قطع يد السارق - وحرم أكل ماذُبح على النصب- وسن الوفاء بالنذر)؛ فيأت الوحي على نبيه محمد ليُقر هذه السنن التي سنها عبدالمطلب توثيقا لعروة الإسلام التي لم يُفارقها في دين أبيه إبراهيم الحنيفيه ،فنشأ أبوطالب في بيت يدعوا لدين إبراهيم وهكذا كان محمد وجميع الأنبياء عليهم السلام ،

٨) التخصيص بالإسم أو الصفات المرتبطة بالأفعال : لن يأت الله بآية لتكفير إنسان بإطلاقها دون تخصيص إما بالإسم أو صفة الفعل الثابتة عن المعني بالإذى ،بعكس الإطلاق في المدح كأن يقول أولئك هم خير البرية ) ، وأما ( شر البريه ) فقد حدد الله صفاتهم بالأذى ولم يرد عند جموع المسلمين أذية أبو طالب أو عدائه لرسول الله كما اشتهر بذلك أبوجهل، **(إذا لاآية تدل على كفر ابي طالب صراحة كماجاء في أبولهب ، ولاتاريخ بالأذى والعداء أو إعلان الكفر كما جاء في أبو جهل )...

٩) الكفيل :
المسلمون جميعا اتفقوا على حقيقة أن (أبي طالب) كان كفيلا لرسول الله وناصره وعندما مات ابي طالب قال تعالى لنبيه (أن أخرج من مكة فقد مات ناصرك)، لان قريش ارادت أن تفتك بمحمد بعد موت أبي طالب الذي كان ينصره دائما،وكان كفيلا له وقد آواه وحماه واحتضنه في بيته ورعاه وكفاه شر المشركين وأذاهم ، باتفاق المسلمين وبقوله تعالى في سورة الضحى الآية ( ٦-٧-٨) ( ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى)، ومن وجد رسول الله يتيما فآواه ورعاه وحماه سوى عمه أبي طالب ، إذا فإن هذه الآية قد نزلت في أبي طالب ،
**كذلك ؛ فإن الرسول(ص) قال ( أنا وكافل اليتيم في الجنه كهاتين وأشار لإصبعيه )وهذا تأكيد من رسول الله (ص) أن كافل اليتيم في الجنه واتفق المسلمون على أن (أبي طالب) كان كفيلا لرسول الله صل الله عليه وآله، وقول رسول الله حجة على العالمين فهو (لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )...

١٠) استنادات المدعين بتكفير أبي طالب : المدعين بكفر أبي طالب ادّعوا بآية ( إنك لاتهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء) سورة القصص الآية (٥٦)-وقالوا بأن الرسول سأل الله الهداية لعمه أبي طالب لكنه مات كافرا !، ومن قال هذا الإدعاء وهذه الروايه هو (سعيد بن المسيب) ، وأجيبهم بأمرين:

الأول: أن الراوي وهو (سعيد بن المسيب) لم يولد في زمن الرسول صل الله عليه وآله ولم يكن من الصحابه بل إنه قد ولد بعد خلافة عمر بن الخطاب بعامين ، فكيف نقل عن رسول الله مالم يسمعه أو يعلمه لانه لم يولد في زمن أبي طالب والرسول (ص)!!وهذا دليل مؤكد وقاطع بأن الرواية المنقوله عن سعيد بن المسيب باطله وبالتالي فإن هذه الآية لم تنزل بشأن أبي طالب مطلقا ...

الثاني: لم تقر الآية او سواها صراحة بإسم أبي طالب كما جاء الإقرار باسم ابي لهب في سورة المسد، فلماذا اختار المدعين (أبي طالب دون سواه )ممن أحب رسول الله ، ونحن نعلم أن الرسول قد أحب الجميع بمن فيهم أعداءه من أهل قريش والمشركين فأراد لهم الهداية لكن الله يهدي من يشاء، فقد تكون نزلت عامة بإطلاق عن جميع من حبه الرسول ولم يهتدي من الناس عامة ، ولم تنزل بتخصيص لأبي طالب فلم يرد إسمه، وتكفير إنسان وليس أي إنسان هو ذنب عظيم...

١١) أسباب إخفاء أبي طالب إيمانه :
كان أبو طالب لا يعلن إيمانه حتى يتمكن من الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف، وبتعبير الإمام الصادق عليه السلام: كتموا إيمانهم فأثابهم الله سبحانه مرتين ثواب الإيمان وثواب الكتمان، وأكد علماء المسلمين جميعا أن أهل قريش كانوا يهابون أبي طالب ويسمعون له وكانت له تجاره ، فلو كان أعلن إيمانه لكانوا كادوا له العداء ولم يسمعوا له وعارضوا تجارته ، فلايستطيع رعاية رسول الله وحمايته منهم ...

١٢) الأسباب الحقيقيه في قلوب المدعين وتكفيرهم لأبي طالب:
- (حقدهم لأبي طالب )؛ إن المشركون والمنافقون الذين كانوا يكرهون الاسلام والمسلمون ويؤذونهم كما فعلوا بآل ياسر ، وحقدوا على( أبي طالب ) لأنهم كانوا يرون أن أبي طالب كان السبب في إقامة الدين وتقوية وحماية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يستطيعوا أذية أبي طالب في حياته لانه كان مؤمن قريش ذو جاه ومكانه وهيبه عظيمة عند قومه ، لذلك كان تشويه سمعته بعد وفاته أحب عليهم فادعوا كفره، والعياذ بالله من هذا الافتراء على كفيل رسول الله( ص)...

- كذلك ( حقدهم على (علي بن أبي طالب) ؛التاريخ يشهد بمدى حقد المشركين والمنافقين لأمير المؤمنين خليفة رسول الله وابن عمه ووصيه، وزوج ابنته ووالد أحفاده ( علي بن أبي طالب) عليهم السلام ، وقد شتمه المنافقون على المنابر ثمانون عاما حقد وبغضا للإسلام بعد وفاته عليه السلام، ونظرا لصنوف الحقد فإن تشويه صلب الإمام علي في أبيه أبي طالب، لهي صورة أخرى من صور الحقد والأذى، وهذا علي ابن أبي طالب الذي تشرفت الكعبة بولادته فيها وتشرف المحراب بدمه النازف من رأسه المطعون ظلما وكان ساجدا لله وحده ...

١٣) دليل إيمان أبي طالب من القرآن :
قال تعالى( ولاتمسكوا بعصم الكوافر) سورة الممتحنه، والتاريخ وعلماء المسلمون يؤكدون بأن زوجة أبي طالب (فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب) مسلمة مؤمنه وقد شق لها ركن من أركان الكعبه لتلد فيها علي عليهم السلام، ولأن زوجته مسلمة فالأولى أن يفرقها رسول الله من زوجها أبي طالب إن كان كافرا ؟! ،وماهذا إلا يقينا بإسلام أبي طالب .

١٤) دليل إيمان أبي طالب عم الرسول (ص) من مصادر جمهور المسلمين :

من الأدلة الثابتة على إيمان أبي طالب ما يرويه ابن أبي الحديد من مصادر الجمهور عن العباس بن عبدالمطلب وعن الخليفة الأول:
"والله ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه الرضا فشهد الشهادتين".

١٥ )دليل إيمان أبي طالب من أحاديث أهل بيت النبوة عليهم السلام:

ومن شهادة علي بن الحسين عليه السلام حيث سأله سائل عن إيمان أبي طالب وهل مات مشركاً: فقال عليه السلام:
"كيف يكون مشركاً وقد منح الله نبيه أن يفرق مسلمة تحت مشرك"
أي كيف تكون الزوجة المسلمة تحت المشرك؟
فمن الأحكام القانونية إذا أسلمت مسلمة فرّق الإسلام بينها وبين زوجها المشرك كما فرّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته زينب من زوجها أبي العاص بن الربيع عندما أسلمت وبقي هو على كفره ولم ترجع إليه إلاّ عندما أعلن إسلامه.

وهذا تأكيد على إسلام أبي طالب...

١٦) استناد المدعين بتكفير أبي طالب :

من ادعى بكفر أبي طالب استند بهذه الآية : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(التوبة/113).

قال فيها بعض المفسرين المقصود من المشركين أبو طالب وأن الرسول كان يستغفر لأبي طالب.

ويمكن مناقشة هذا الرأي من جهتين:

1- هذا الدليل على إسلام أبي طالب، كيف؟

باعتراف الكل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر لأبي طالب والاستغفار للمشرك غير جائز في الإسلام فكيف يقدم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي كان يجسّد أحكام ومفاهيم الله في الوجود ولا يمكن عليه الخطأ والخطيئة على الأقل في التطبيقات المؤثرة على التشريع.

إذن استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي طالب بذاته دليل على إيمان أبي طالب عليه السلام.

2- هذه الآية قد وردت في سورة التوبة وقد نزلت هذه الآية في عام 9 هجري وأبي طالب قد توفي 3 سنوات قبل الهجرة أي بين وفاة أبو طالب ونزول هذه الآية 12 سنة.

١٧) مواقف أبو طالب وتصريحاته النثرية والشعرية تدل على إيمانه وإسلامه:

التاريخ مليء بالتواتر المعنوي عن تصريحات أبو طالب النثرية والشعرية ومواقفه الدفاعية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الرسالة الإسلامية.

فيقول أبو طالب في أبياته:

يا شـاهـد الله عـليّ فاشـهـد
أنـي عـلى ديـن النـبي أحـمدِ
***( وماأعظم من هذه الشهادة )***

وفي بيت آخر:

والله لن يصـلوا إليـك بجـمعهم
حـتى أُوسّـد بالتـراب دفـيـنا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضـة
وأبشـر بذاك وقـرّ منك عيونـا
ولقـد عـلمت بأن ديـن محـمد
من خيـر أديـان البـرية دينـا
كذلك قال:
ألم تعـلموا أن وجدنـا محـمداً
نبيٌ كمـوسى خط في أول الكفد

( فسلام الله عليك ياأبوطالب ياكفيل خير خلق الله وخاتم المرسلين فقد حفظت الأمانه وكنت عونا للرساله وصل الله عليك وعلى حبيبك وآله ووالديه الطاهرين وعلى أبيكم نبي الله إبراهيم وآله أجمعين )




Reply · Report Post