#Syria #RememberHama @fatimashand تكرم عينك.. هذه هي:

(في مثل هذا اليوم (وتحديداً في هذه الساعات) منذ ثلاثين عاماً.. كانت عاصفة الموت تتربص بالمدينة الحالمة على ضفاف العاصي، ويوشك غول الدم أن يأتي عليها في أبشع حدث في تاريخ سورية المعاصر.. كانت سحب الدم تتقاطر وتتجمع بغدر في شتاء المدينة الغافلة لتمطر موتاً وألماً وحزناً لم ينج منه أي قلب.. وكم لعبت أقدار اللحظات الأخيرة أدواراً هائلةً في المصائر .. في حياة الناس أو موتهم.. فهذا والدي الذي غادر بيت جدي قبيل بدء المجزرة بساعات؛ لتكون تلك سهرته الأخيرة برفقة إخوته الأربعة، ما زال يخبرنا عن طريق عودته الموحش في تلك الأمسية.. يقول: وكأن للموت رائحة قد سبقته إلى شوارع حماة المكفهرة آنذاك، فكان ثمة ضيق غريب في المكان والأرواح.. قلقٌ مبهمٌ في الوجوه.. وتوجسٌ عميقٌ في النفوس.. وقد أنذرت الآفاق بدمٍ عظيمٍ وشيك..
وحدها النواعير كانت تعلم المصير.. بخبرة آلاف السنين أخذت تجهز نفسها بصمتٍ لموتٍ لا يُرَد، فليس لها إلا أن تحمل أكواب الدم القادم مع مياه العاصي لتنثرها من جديد على بساتين حماة وحاراتها حتى لا تضيع هباءً منثوراً في البحار.. وسيعلو بعد حين نحيبها وأنينها الحزين حدّ النكبة عن صراعٍ مرعبٍ وشيك.. بين الموت والحياة)

Reply · Report Post