الإجابة على أسئلة أخبار الخليج

الشيخ عبد الرؤوف مبارك جمعة .. تحية طيبة وبعد.


س1/ هناك اتهام بأن شيوخ الدين لم يكن لهم دور مؤثر فى توعية الناس أثناء الأحداث الأخيرة التي مرت بمملكة البحرين، فما ردكم على هذا الاتهام؟



المشايخ بأطيافهم تصدروا الأحداث كلها من بدايتها وإلى هذه الساعة، لا ينكر ذلك متابع للأحداث، فكلٌّ مارس التوعية المؤثرة في أتباعه، وتأثيرها واضح غير منكور، كانوا جميعا يمارسون الخطابة في أتباعهم ويرون أنهم يقومون بدورهم في توعيتهم، يشاركهم في ذلك أولو الأمر والحل والعقد عبر القنوات الرسمية، ويتبعهم على ذلك أرباب الفكر والقلم وغيرهم، فالتوعية قد تمت على أتم وجه في تصور كل طرف، وصارت الناس واعية لبعضها تماما، ولكن ما يجب بحثه هو: هل التوعية الصحيحة هي توعية الطرف الأول أم الثاني أم الثالث؟؟

بالنسبة لي فإني أرى التوعية المثلى هي التوعية الموافقة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الموافقة، والذي لاحظته أن كل طرف من الأطراف أخذ بشيء من هذه التوعية الصحيحة وترك أشياء منها، فما يؤسف له أن التوعية المثلى لم تتمحض ولم تكتمل لدى أحد الأطراف، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..) صدق الله العظيم.



س2/ ما هى خططكم التوعوية فى الفترة القادمة مع تصاعد أعمال العنف؟



لا علم لي بوجود خطة عامة للمشايخ، ولم يعلن عن شيء كهذا بعد حسب علمي، وما يتسرب عبر المنابر الإعلامية حتى الآن من كل الأطراف فاقد للتوازن في أغلبه مع الأسف الشديد، ونتمنى أن نسمع أو نقرأ خطابا متوازنا على مستوى رفيع، وخطة إصلاحية متوازنة تعالج كلا من أعمال العنف وأسبابها قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) صدق الله العظيم.

أما عني خاصة فقد خضت تجربة ميدانية استثنائية ومتوازنة تهدف إلى التوعية ونزع فتيل التوتر إبان الأحداث في مارس، كان ذلك في مجمع السلمانية الطبي، وكادت هذه التجربة لتكلل بالنجاح لولا تسارع الأحداث وفقدان المعونة والمساعدة، ولعلي أتحدث عن هذه التجربة الفريدة في حياتي في وقت لاحق إن شاء الله تعالى، وبالرغم من أننا ندفع الآن ثمن إخلاصنا وحسن نيتنا ونتجرع الظلم من إحدى الوزارات إلا أننا لن ندخر وسعا في بث المفاهيم الصحيحة والمتوازنة عبر منابر الإعلام الحرة بإذن الله تعالى القائل: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) صدق الله العظيم.



س3/ توجد آراء تؤكد ضرورة إصدار فتوى تحرم التخريب لأنه ضد الدين، فما رأيكم فى هذه الأقوال وهل بالفعل التخريب محرم دينيا؟



سيكون لهذه الفتاوى أثر كبير، ووقع حسن على مجتمعنا المسلم الملتزم شريطة أن تصدر من علماء معتدلين وأن تكون هذه الفتاوى منصفة، قائمة بالقسط، لا ميل فيها، قال سبحانه وتعالى : (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) صدق الله العظيم، والتخريب والإفساد محرم شرعا، لكن التخريب الذي تأباه الشريعة الإسلامية السمحة والذي نعاني منه في مجتمعنا له وجوه متعددة وصور كثيرة لا تقف عند حرق إطار أو سد شارع، بل التخريب يتجاوز ذلك إلى أنواع كثيرة أخطر من رمية حجر، فالتمييز تخريب، والواسطة تخريب، وبث الفتنة تخريب، وهدم المساجد المرخصة تخريب وجرم عظيم، والخروج على ولي الأمر خراب وفتنة، فصور التخريب كثيرة، وإذا لم تراع الفتاوى هذه الموازنة على الأقل في أقرب صور التخريب فلن يكون لها أي أثر يذكر، والله تعالى أعلم.

Reply · Report Post