الكلمة التي القيت بالوقفه التضامنية للعسكرين بجمعية الوفاق الوطني الاسلاميه قمت بكتابها و القاها اخ المعتقل العسكري حسين الغانمي :
السلام عليكم حضورنا الكرام و رحمة الله وبركاته
بداية اتوجه بالشكر الجزيل لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية على هذه الوقفة التضامنية مع العسكريين التي تنم عن حرصها على كل فئات الشعب من مدنيين و عسكريين ,لست هنا بصدد التحدث عن حالة فردية تخصني حيث سيكون حديثي نيابة عن كل العسكريين الشرفاء الذين ابوا ان يلطخوا أيديهم بدماء الأبرياء فنحن شريحة خاصه لنا شأن مختلف عن بقية اخواننا المدنيين فالطبيب قام بواجبه المهني الذي تمليه عليه رسالته الانسانية و المعلم كذلك و كافة الموظفين من جميع القطاعات ولم يكن بحسبانهم انهم قد يعتقلوا او يعذبوا او يفصلوا او يحاكموا حتى.
لست هنا بصدد التحجيم او التقليل من عطائهم ولكن لآبين امور غابت عن اذهان الكثيرين , اما نحن العسكريون فكنا واعين لخطورة موقفنا منذ البداية كنا ندلك ان رفضنا للاوامر العسكرية له مغبة وخيمة وله تبعات على مستقبلنا المهني ولكننا شاركنا اخواننا مطالبهم العادلة ورفضنا ان نصوب لهم فوهات بنادقنا كنانحمل وجع الوطن معهم ونشاطرهم هموم القضيه فالعسكري علي الغانمي اول من التحق بركب الثوار واعلن انضمامه لهم في مستشفى السلمانية عارفا بعواقب فعله ولكنه ابى الا ان ينضم للثورة المباركه من اجل ان تسود هذا الوطن الحرية و ترفرف عليه ظلال الديمقراطية و العدالة فكان جزاؤه السجن و التنكيل و صنوف العذاب , والعسكري سيد قاسم مرزوق وهو القناص الفائز بعدة بطولات في دقة التصويب ولكن هيهات ان يشارك في اراقة دماء الابرياء مهما كلفه ذلك من ثمن باهض .
ويكفينا فخرا اننا قدمنا من الشهداء في طلائع تورتنا المباركه الشهيدين العسكريين جواد الشملان و عزيز عياد فعلى ارواحهم السلام و لطمأنينة.
وعليه ومن بعد ذلك طالنا وابل العقاب و اعتقلنا وفصلنا من اعمالنا ولا يزال بعضنا فابعا في السجون و كلنا بانتظار المحاكمات ,
لقد عوملنا معاملة سيئة وقاسية خالية من الانسانية و الرأفة فنالنا ما نال الجميع في غياهب المعتقلات ودياجير الزنازن والان نحن نعاني من المماطلة في جلسات الاستئناف و من الاحكام التعسفية التي ناهزت العشر سنوات في بعضها انا هنا من هذا المنبر وبلسان كل العسكريين الشرفاء نرجوان تاخذ قضيتنا حقها الكافي من الاهتمام و المتابعة كما ارجو من كل فئات الشعب ان يشاركونا الامل وان يقاسمونا حالة الترقب و الانتظار .
احبتي غردوا من اجلنا وأوصلوا قضيتنا للعالم و عرفوهم اننا ذقنا اصناف العذاب لان بعضنا قد حمل شهيدا على كفيه وكان شاهدا على جريمة نكراء يقشعر لها الضمير الانساني ذاك لما تلقف العسكري عبدالمنعم منصور جثمان الشهيد احمد فرحان في منظر يهز الوجدان و الشعور الحي فكان جزاؤه السجن و التعذيب و الفصل و الاقصاء عن اهله ومحبيه ولا زال مغيبا خلف اسوار السجون في حين انه يحتاج لمن ياخذ بيده ويكفكف دمعه لبشاعة ما رأى هل يستطيع احدكم ان يكون في موضعه يحمل جثة متفجرة الراس كجثة الشهيد احمد فرحان ؟؟ لله درك يا منعم نسال الله ان يفك اسرك و يكسر قيودك . اخبروا العالم اننا ابرياء وان التهم التي وجهت لنا ملفقه طالبو المنضمات الدولية و الحقوقية بالدفاعنا و الاهتمام بقضيتنا.

لم أشأ ان اتكلم عن نفسي ولكني احد العسكريين الذين تعرضوا للاعتقال و الفصل ولا يخفى عليكم ما يلاقيه المعتقلون في كواليس الزنازن لقد فصلت من عملي وصدر بحقي حكم بالحبس لمدة اربع سنوات ولا يغيب عنكم ما يعنيه ذلك لشاب في مقتبل حياته ولا يزال يضع اللبنات الاولى لبناء مستقبله فأصبحت عاطلا بلا عمل مترقبا لما يئول اليه امري ولما سيصدر من حكم في جلسات الاستئناف حقيقة لا استطيع وصف الشعور الذي يعتريني وانا قابع في المنزل بدون عمل ومصيري مجهول اراقب الوقت واعد الدقائق و الساعات فراغ قاتل وشعور سمج لا يطاق افكر في امي كيف لها ان تتحمل فراق ابنها لمدة اربع سنوات اي شقاء والم ينتظرها افكر في نفسي كم سيكون عمري وكيف سابدا مشوار حياتي مجددا و اي وظيفة تنتظرني بعد ذلك افكار متزاحمة في ذهني ولكن حينما اتذكر ان ذلك كان من اجل حرية وطني تهون علي الامور ويشرق الامل في قلبي .

ختاما اسال الله ان يبدد سحب المحن عن بحريننا الغالية وان يبارك ثورتنا المجيدة وان يرحم شهدائنا الابرار ويفك اسر معتقلينا الاحرار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيتي لكم احبتي
@aabuidrees

Reply · Report Post