حتى لوانطفأت فستشتعل فى يوم آخر فى مكان آخر إلى أن تحترق مصر وتضيع..والجميع معها..كنا نطالب بعد الثورة بشهور بإخراج مصر من غرفة الإنعاش والآن نبحث لها عن غرفة إنعاش..وهذا اجتهاد متواضع فى هذا الاتجاه يقوم على فكرة بسيطة مؤداها:(منح كل طرف مايريد مقابل طمأنته للأطراف الأخرى)والأطراف هى:الإخوان.الجيش.الشرطة.الثوار والشعب.

أولا:الإخوان:إستكمال الانتخابات والتى فازوا فيها بالأكثرية.وتكليفهم بتشكيل الحكومةوإدارة شئون البلادبالمشاركةمع رئيس لاينتمى للتيارات الدينية.مع الأخذ فى الحسبان أن شعبيتهم كانت لأسباب خدمية أكثر منها دينية..ومن هنا وجب التزامهم بأولوية المشاكل المزمنة لهذا الوطن.وتحقيق الأهداف التى ثار الشعب من أجلها.خبز.حرية.عدالة اجتماعية.وليس الدخول بالوطن فى أزمات إضافيةتتعلق بماهو أكثرخطورة وأعنى الخلافات الدينية.ويكون ذلك بتوقيعهم مع القوى الأخرى على مايسمى بوثيقة السلمى بصيغتها الأخيرةبعد التعديلات التى طلبتهاكل القوى والتى طلبها حزب الإخوان.مما يهدئ من قلق ومخاوف التيارات المدنية.

ثانيا:الجيش:توقيع كل القوى السياسية على الوثيقة السابقة الذكر والتى تضمن الوضع الخاص للجيش(وهذا يحدث فى معظم دول العالم)بعد التعديلات التى تنص على مناقشة شئونه وميزانيته فى لجنة الدفاع القومى بمحلس الشعب.مع الإستجابة للإجماع على إصدار إعلان دستورى بإلغاء مجلس الشورى ومن ثم نقرب إنتخابات الرئاسة.أويكون البديل هو تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب وهو الاقتراح الذى ظهر مؤخرا.وفى جميع الأحوال تبقى القوات المسلحة تحت تصرف السلطة التنفيذية لحماية أمن الوطن كجزء من مهامه حتى تستعيد الشرطة كامل عافيتها.

ثالثا:الشرطة:لاعودة للاستثمارات أو السياحة أو المصانع المقفلةأو أى إنجاز إلا بعودة الأمن.وهذا لن يتحقق إلا بدعم شعبى وإعلامى يتخلص من عقدة الدولة البوليسية.على أن تبذل الشرطة مجهودا فوق الطاقة حماية لبلدها والقضاء على كل مظاهر الخروج على القانون..بالتوازى مع احترام حقوق وكرامة عموم المواطنين.وتقديم أى منتهك لهذه الحقوق إلى المحاكمة وإعلان الجزاءالعادل.

رابعا:الفلول:الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا(المصارحة والمسامحة)بالسماح لمن يشاء ممن لم تتلوث أياديهم بالدماءبالإفصاح عن تجاوزاتهم فى العهد السابق وإعادة ماحصلوا عليه بغير حق مقابل عدم ملاحقتهم قضائيا.مع ابتعادهم عن الساحة السياسية خلال الدورة القادمة على الأقل.

خامسا: الشعب والثوار:وتم جمعهما سويا لوحدة الهدف..خبز.حرية.عدالة اجتماعية.والذى سيبدأ تحققه بإذن الله مع بداية البناء بعد تحقق النقاط السابقةعلى أن يعمل شباب الثورة على تشكيل كيان أرشح لتأسيسه رموز حركة كفاية لما لها من سبق ثورى.وويكون هذا الكيان فى صورة تكتل سياسى يجمع أحزاب وتيارات الشباب التى شاركت فى الثورة وينتخب هذا التكتل مجلسا قياديا يتحدث باسم الثوار ويعمل على تحقيق أهداف الثورة وإزالة الجفوة مع الشعب والتى نشأت بسبب أخطاء المسيرة.ويشارك فى الحياة السياسية كمعارضة ويتولى التنسيق بهدف تحقيق تمثيل أقوى فى كل مؤسسات الدولة لاحقا.كما تحتاج البلاد بشدة لإيقاف الاعتصامات والإضرابات لمدة عام على الأقل يتم خلاله وضع قانون منظم لها كما هو الحال فى الدول الديمقراطية المتقدمة.وعلينا كمواطنين العمل بأقصى طاقة للنهوض بالبلاد وتعويض فترة النزيف لتحقيق الحلم الذى تألق أمامنا بعد الثورة.

وأخيرا:لاحاجة إلى ذكر أهمية وحتمية متابعة حقوق الشهداء والمصابين ـ كل الشهداء والمصابين ـ القانونية والمادية منذ قيام الثورة وحتى الآن..وكذلك الإسراع فى تطبيق الحد الأقصى للأجور مساهما بفائضه فى تمويل الحد الأدنى كخطوة أولى فى طريق العدالة الاجتماعية..وأضيف فى هذا السياق اقتراحا بتجميع أولاد الشوارع فى مدارس داخلية تابعة للقوات المسلحة تؤهلهم دراسيا وحرفيا وعسكريا .
محروسة بإذن الله يامصر.ثم بأبنائك الشرفاء

Reply · Report Post