شباب صحوة الفاتح
 الجمعة 16-12-2011

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد،،


لقد انطلقت شرارة هذا الجمع المبارك من هذا المكان الطاهر في يوم الجمعة الموفق 9 ديسمبر2011م حيث تداعت مجموعة من شباب هذا الوطن ليبدؤوا هذا الحراك الشبابي واضعين نصب أعينهم قبل كل شيئ هذا الوطن المعطاء وهذه المملكة الحبيبة فصحوة الفاتح التي لبينا نداءها الذي أطلق في هذا المكان الطاهر يومي الجمعة الموافق 9 و16 ديسمبر 2011م من أجل الوطن أقبلت لتعلن للعالم أن شرفاء البحرين الذين يعود لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إحباط المؤامرة التي كادت أن تؤدي بالبلاد والعباد، وتهلك الحرث والنسل، لن يسكتوا بعد اليوم على ممارسات الإقصاء والتهميش التي تقوم بها الدولة ضد تيار الفاتح العظيم الذي يمثل غالبية هذا الشعب.

 
ونحن نؤكد جازمين أن غالبية شعب البحرين بكل أطيافه وتوجهاته وعلى رأسها الطائفتين الكريمتين يدينون هذه الفئة الشاذة التي تريد جر البلاد إلى المجهول، والتي ترفض كل مساعي الحوار ومبادرات الإصلاح والمصالحة، وتخدع الرأي العام العالمي، وتقوم بتأجيج الشارع وتصعيد أعمال العنف بوجهين أحدهما متعطش للدمار والدماء والآخر أزيفٌ قبيح يدعي المظلومية، بهدف إجهاض أية بارقة أمل للخروج من هذا النفق المظلم وجر البلاد إلى مزيد من الفوضى والتناحر.
 

وإننا لنقف اليوم هنا لنعلن أن تماهي سياسات الدولة مع مطالب هذه الفئة وتقديمها التنازلات تلو التنازلات غير المبررة لتنذر بأوخم العواقب على مستقبل أمن البلاد وعلى مصير السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي لبلدنا الحبيب.

 
من هذا المنطلق ومن واقع شعورنا بالمسئولية التاريخية الملقاة على كاهل كل الشرفاء والغيورين من أبناء وبنات هذا الوطن، فإننا عزمنا أن يكون هذا الحراك الشبابي جهدا مخلصا يشارك ما بدأه الآخرون من أجل هذا الوطن، وهو حراك شبابي بحريني وطني، منفتح على جميع فئات الشعب، يجمع ولا يفرق، ينبذ كل دعاوى الفرقة والطائفية، يعمل على أن يساهم بإذن الله في تحقيق التوازن وتثبيت دعائم الوطن والحرص على حصول جميع الفئات والمكونات على حقوقها بعدالة ليكون وطنا آمنا للجميع.


 
ونقول لمن لا يعرفنا: نحن حراك شبابي يعبر عن نبض الشارع ويستلهم التجربة العربية الشبابية ويسعى بالمجتمع البحريني نحو ترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون، ضمن إطار المرجعية العربية الإسلامية والصيغ الدستورية التي توافق عليها شعب مملكة البحرين، ومن خلال تنسيق العمل بين كافة الجهود المخلصة في الوطن، وصولا لدولة مدنية حديثة يسودها الأمن والعدل والاستقرار.

 
وعليه فإننا اليوم نقف هنا لنعلن الثوابت والمطالب التالية:
 
·       أولاً: العدل والمساواة
إننا نؤمن أن الحياة الدستورية المتكاملة الأركان بما تتيحه من عدل ومساواة ، وما تؤسسه من أجواء مفعمة بالحرية المسئولة والرقابة والشفافية، لهي من أكبر ضمانات الاستقرار، ولكن هذا “الاستقرار” لن يدوم إلا من خلال تطبيق القانون على الجميع دون محاباة لأي طائفة أو طرف، ودون محسوبية لأي مكون على حساب المكون الآخر، فالكل أمام القانون سواء. 

وهذا بالطبع يستلزم إصلاح القضاء ودعم استقلالية هذه المؤسسة، وتحسين وضع القضاة المادي والمعنوي، حتى يكونوا بمنأى عن أية ضغوط وتدخلات سواء كانت حكومية داخلية أو كانت دولية خارجية، وعليه فنحن نؤكد على ضرورة عدم العبث والتدخل في تنفيذ أحكام القضاء والتي صدرت بحق من اعتدى على الوطن وأمنه، وأن لا يتم إهدار العدالة وإضاعة هيبتها وتجريئ المعتدين من خلال أي عفوٍ أو تنازل. كما نؤكد على الرفض التام على فرض أي وصاية بأي شكل من الأشكال المذهبية أو الدولية أو الاقتصادية أو السياسية على قوانين البحرين وتشريعاتها

 
ومن هذا المنطلق فإننا نناشد جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد البحرين بفتح مكبرات الصوت في الصلوات الجامعة حتى يستوي الجميع أمام القانون منعاً وسماحا.
 
 
ثانيا: التوازن ورفض الإقصاء
أما ما يتم تداوله بين الناس هذه الأيام عن وجود مباحثات سرية بين الحكم وأطراف محددة، أو الحديث عن تسويات تجري في الخفاء لصالح بعض الأطراف وفي غياب بقية الأطراف الأخرى، فأننا نؤكد أن جماهير الفاتح التي احتشدت في هذا المكان من قبل حريٌ بها أن ترفض رفضا قاطعا أي صفقات من تحت الطاولة. 
 

وإنَ أي مفاوضات يجب أن تضم كافة الفرقاء أما الحوار الثنائي بين الحكومة وطرف واحد هو أمر مرفوض.  إن مصير هذا الوطن يحدده كل أبناء الوطن ولا يجوز لطرف أن يقصي طرفا آخر فيه مهما كانت الأسباب والمبررات. 

 
ومن هذا المنطلق فإننا نطالب الدولة بشرح موقفها مما يحدث اليوم في بعض العواصم الغربية بكل شفافية ووضوح حتى لا يكون أبناء الشعب ضحية صفقة أو تسوية لا تضع في حسبانها مصلحة جميع الأطراف، ونريد هذا الشرح حالاً وقبل أن نصل إلى الجمعة القادمة لأن البلد لا يحتمل اليوم أي خطوات تصعيدية ولا تأزيمية ولا نريد أن نُدفع دفعاً ومن أجل حقوقنا وكرامتنا للتحرك بهذا الإتجاه بما تمليه علينا حضاريتنا ووعينا وتربيتنا.

 
·       ثالثا: وحدة الصف ونبذ الفرقة
وهنا باسمكم يا شباب صحوة الفاتح ويا من شاركنا هذه الوقفة المباركة ندعو جميع أبناء الوطن وبالأخص أبناء الفاتح إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم والوقوف يدا واحده أمام من يريد سوءا بالبحرين فان يد الله مع الجماعة.
وعليه وتحقيقا لهذا المبدأ فإننا ندعو الجمعيات السياسية من كافة التوجهات ومؤسسات المجتمع المدني إلى عقد إجتماع طارئ بينهم، للتباحث حول آخر المستجدات لتوحيد المواقف والرؤى حول ما ينبغي عمله في المرحلة القادمة فقد ضاق الشارع ذرعاً بالخلافات والنزاعات ونحن نؤمن بصدق نوايا الجميع ونؤكد على أن التحدي القائم اليوم لا يمكن مواجهته إلا من خلال تظافر الجهود والعمل المشترك.

 
يا شباب الفاتح ...إن ما ذكر من نقاط وعناوين في هذا البيان إنما هي غيض من فيض، وأنتم في كل مرة يا شباب الفاتح من سيحدد المطالب والأولويات وتقررون ماذا تضعون من عناوين. كما تنبغي الإشارة إن هذا الحراك هو ملك للوطن ولأبناء الوطن، وهو ليس موجها ضد أحد، إنه ملك لكل الشرفاء والمخلصين ويتكامل مع كل الجهود الوطنية، ويصب جهده مع جهودها في بوتقة واحدة، ونحب أن نؤكد في هذا السياق أن هذا الحراك لن يسمح لأحد أن يتجاوزه أو يهمشه أو يصعد على ظهره، أو أن يخمد جذوته أو أن يغير مساره وهو مستمر مادمتم تدفعونه وتريدون استمراره .. 
وسيقدم لوطنه الغالي والنفيس..

 
و في الختام نقول لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد..

نحن وقفنا في هذه الساحة من قبل وسنعود لها في المستقبل بإذن الله  للدفاع عن مطالبنا بأعداد أكبر وبحماس أشد..

ولن يقتصر وجودنا مستقبلا على هذا المكان فقط ،،

بل ولن يقتصر فعلنا على الخطب و الكلمات والمطالبات فقط،،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

Reply · Report Post