ملخص جريمة المحرقة - الجمعة"٢٣-٩-٢٠١١"

عصر الجمعة وحين قيامنا بالتظاهر بكل سلمية مطالبين بحقوقنا المسلوبة، هجم علينا المرتزقة بأسلحة النار الانشطارية "الشوزن" الممنوعة دولياً بالإضافة للرصاص المطاطي ومسيلات الدموع المنتهية الصلاحية والقنابل الصوتية والضوئية في وسط القرية بالقرب من مسجد الجوادين.

فلجأنا حينها للمنازل المفتوحة لنا لإنقاذنا من بطش مرتزقة النظام ومجنسيه من مختلف الدول الذين أتى بهم للبحرين من سوريا والاردن واليمن وباكستان والعراق لقمع اي تحرك شعبي مطالب بالعدالة الاجتماعية.

حين لجأنا بقي اثنان من الشباب بالخارج وبعد نداءاتنا المتكرره دخلوا للمنزل معنا وكان عددنا ١٥ شاباً قدمنا من مختلق مناطق البحرين. بقي عند الباب من الداخل بعد قفله احد الشباب يراقب الوضع حيث ان الباب يبين ظلال الاشخاص من الجهتين، كلمته شخصياً ان يبتعد فرفض وكان واثقاً ان المرتزقة لن تقتحم المنزل فنحن لم نقاومهم ولم نفعل شئ يستوجب ذلك. دخلت لبهو المنزل المفتوح حيث كانت به باحة بها جلسة مكشوفة الفضاء، فضيفونا بالماء وكذلك والحليب لتغطية وجهنا وحمايته من مسيلات الدموع.

لم تمر اقل من دقيقة حتى سمعت صراخ الشاب الذي كان واقفاً عند الباب وهو يقول: هربوا .. اقتحمونا.

حدثت دربكة وتحرك سريع من قبلنا لحماية انفسنا من بطش الظالمين، فقام ٧ من الشباب بقفز سور المنزل بإتجاه المنازل الاخرى. الشاب الذي كان يصرخ "اهربوا" دخل الى داخل المنزل.

وبقينا ثمانية شباب ركضنا بسرعة بإتجاه الباب الخلفي للمنزل وكنت آخرهم، وكان الباب الخارجي له ممران ضيقان اختار ٣ شبان الممر الأيمن أما نحن الخمسة الآخرين فاخترنا الباب الأيسر عفوياً.

وقبل وصولي للباب تم ركلي من رجل الامن بركبتي من الخلف فسقطت على الارض وحين  هممت بالقيام رفسني مرةً ثانيةً على ظهري فدخلت باتجاه اليسار من قوة الركلة، حينها صعقت بالمنظر، انهم ٤ شباب عالقين في غرفة غاز بها اسطوانتين خاصتين بالمنزل وليس هناك مخرجاً من الغرفة الصغيرة جداً التي لا تتجاوز مترينxمترين.

رفعت يدي مستسلماً فلا مفر من الاعتقال، وقام الشباب بالصراخ على الشرطي "وقف .. وقف لا تطلق احنا بغرفة غاز". كان صراخاً عالياً جداً.

لم اكن اعلم ما ينوي عمله الشرطي ولا ما كان يفعله فقد كان ظهري له ويدي مرفوعتان، لكني رأيت الشباب بدؤوا بالهتاف "الله اكبر" والتدافع على بعضهم البعض لعلهم يخرجون من حيث لا منفذ، لم أكد ألتفت لأعرف السبب حتى تم رفسي مجدداً بأعلى ظهري بكل عنف  فسقطت على الأرض تزامناً مع رمي مرتزق آخر لإحدى قنينتي الغاز في الغرفة على الارض بعد فتح صمام امانها، انتابتني حالة من الذهول لم افق منها إلا على القاء المرتزقة للهب القنابل الضوئية والصوتية باتجاه الغاز فاشتعلت يد احد الاخوة الاربعة الذين امامي وانعكس اللهب منه الى وجهي.

احترقت يد الاخ الذي امامي ومن حرارة ولهب الحرق استطاع ان يهرب بثواني من فتحة التهوية ويده تحترق، بينما كنت لا استطيع الحراك بسبب وضع احد المرتزقة سلاحهم فوقي، حتى انفجرت القنابل الصوتية وبسبب تفاعلها مع الغاز المندفع بقوة اصبحت النار تسعر بداخل الغرفة فأحرقت رجلي احد الاخوة الذي من شدت اندفاعه وضغطه على الاخوين الآخرين استطاع كسر حاجز من الجبس يفصل بين غرفة الغاز ومرآب السيارة الذي كان به ثلاث دراجات نارية غالية الثمن.

وحين استعرت النار احرقت رجلي الأخ فانعكست لوجهي بسبب الغاز المندفع، عندها حاميت عن وجهي ورأسي بيدي فاحترقت يدي وكفي وخصوصا يدي اليمنى وشعر رأسي فما تمالكت نفسي وووقفت مسرعاً متجهاً للشرطي الذي احرقنا ولم يكن مرتزقاً بل بحرينياً.

الذي استغربت منه انه انزل سلاحهه ورجع مرتعباً للخارج ببطئ، لم افكر حينها لماذا تراجع هو والمرتزق الذي رمى القنابل الصوتية،
وللهرب من المسلخ البشري الذي كنت به خرجت وهما يتراجعان، فبصرت اكثر من ١٠ مرتزقة في باحة المنزل التي كنا بها وكلهم يرمقوني بنظرات غريبه ولكنهم لم يقتربوا مني ولم افهم السبب كذلك، حينها عاد لي وعيي وذهبت للباب الآخر الذي ذهب منه شابان بالجهة اليمنى وواصلت الهروله حتى وصلت لمنزل كان مقفل الابواب إلا باب مرآب السيارة الذي اغلقته وبقيت بالداخل، وبدأ حينها ألم الحرق يسعر ورأيت جلد يدي جزأ منه متطاير وجزأ متورم مع احمرار شديد ورغبة متزايده بالحكة.

بقيت احوم حول باب المنزل ولا استطيع الصراخ فالمرتزقة احتلت المكان والباب الرئيسي للبيت الذي لجأت اليه بمفردي كان مغلقاً وبقيت انتظر قدوم المرتزقة خلفي وتشتت فكري بين الم ومرارة حروقي وبين ترقب الذي سيحدث.

وكان في مرآب السيارة مغسله صغيرة غسلت يدي حينها ونزل منها سائل اسود فتطلعت لباب المنزل الذي به مرايا عاكسه واذا بي ابصرت وجهي مسود اللون وشعري محترق والسبب القنابل التي القوها وانفجرت بداخل غرفة الغاز، وشكلي المحترق بوجهي الاسود بالكامل من آثار رماد الانفجارات للقنابل كان سبب نجاتي وسبب عدم ملاحقتهم لي فقد توقعوا اني قد احترقت وذهل المرتزقة من ما صنعوه بنا فلم يطاردوني ولم يضربوني حين خرجت لهم من غرفة الغاز "المسلخ البشري".

بهذه الاثناء كنت اخرج انيناً من احشائي المحترقة استمعت له احدى الاخوات التي فتحت باب المنزل المغلق وقامت بجلب ما تستطيع لتخفيف آثار الاحتراق هي واولادها وعائلتها فقاموا بانقاذي أنا وصاحب اليد المحترقة. اما من احترقت رجلاه وباقي جسمه فقد خرج مع باقي الشباب من مرآب الدراجات النارية كما بين في التصوير الذي تم نشره. وسبب الدخان الاسود هو احتراق الثلاث دراجات بداخل المرآب مما ساعد بنشر الحريق بسرعة فائقة.

وفي الختام هناك ثلاث نقاط يجب اخذها بالاعتبار:
١- كانت جريمة القتل متعمده وخصوصاً ان ضابط فرقة الشغب الامنية كان سوري اللهجة وكان يصرخ بالشرطي الذي احرقنا "إإتلهم .. اذبحهم". فلذلك تم منع الشباب من الخروج وارادوا قتلهم وهذا ما بينه الفيديو وكذلك احرقنا في غرفة لا منفذ آخر لها، فلولا لطف الله لاحترق الشباب الثلاثة الذين بقوا بداخل الغرفة ولكن انهبار حاجز الجبس جعل لهم مخرجاً ليلتحقوا ببعض الشباب الذين هربوا للمرآب ابتداءً وخرجوا من بابه.

٢- كان تعمد الشرطة هو تفجير اسطوانة الغاز  ولكن شاء الله حمايتنا ومنع كارثة محققة حين تدخلت احدى البطلات ورمت بالماء على اسطوانة الغاز وخاطرت بإغلاقه فمنعت حدوث كارثة كانت ستؤدي لقتل ما لا يقل عن ٣٠ بحرينياً غالبيتهم من النساء والأطفال المحتمين بالطابق الثاني في نفس المنزل لو انفجرت الاسطوانتين.

٣- تم منغ الشباب من اطفاء النار لاكثر من ساعة بسبب قمع المرتزقة المتواصل للشباب والاهالي التي هرعت لمنع انتشار الحريق ولكن المرتزقة منعت ذلك عمداً لعل كارثةً تحل بالاهالي.

هذا ما حدث يومها لنا وكانت نتائجه احتراق ثلاثة شباب انا احدهم ومن بيننا من احترقت رجلاه ويداه ويحتاج علاج خاص ولكنه لم يذهب للمستشفى خوف الاعتقال، بالاضافة لأكثر من ثلاث محلات تجارية وشقة وصالون داخلي للنساء وثلاث دراجات نارية غالية الثمن وتقدر الخسائر المالية بأكثر من ٢٥,٠٠٠ دينار بحريني.

ارجو نشر ما حدث ملحقاً بالفيديوات والصور لكل وكالات الأنباء لفضح هذا النظام وجرائم مرتزقته

منصورين والناصر الله

Reply · Report Post